برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطويرها، اختتمت جامعة الملك خالد ممثلةً في كلية طب الأسنان، فعاليات المنتدى السعودي المتقدم لأمراض اللثة وزراعة الأسنان، والذي نظمته الجمعية السعودية لأمراض وجراحة اللثة وزراعة الأسنان خلال يومي 4 – 5 سبتمبر 2025م بمركز المعارض والمؤتمرات بالمدينة الجامعية بالفرعاء، تحت شعار: "التحول الرقمي في زراعة الأسنان – مستقبل الممارسات السريرية".
واختتم المنتدى أعماله بمشاركة 480 مشاركًا، قدّم خلالها 15 متحدثًا محليًا ودوليًا 16 محاضرة علمية نوعية موزعة على 6 جلسات علمية، إضافةً إلى ورشتين تطبيقيتين، وبحضور 9 شركات محلية وعالمية ضمن المعرض المصاحب، فيما أسهم في التنظيم 60 متطوعًا من منسوبي الجامعة. وقد مثّل المنتدى منصة علمية متقدمة استعرض خلالها أحدث التطورات الرقمية في زراعة الأسنان، وتعزيز دقة النتائج السريرية وتحسين تجربة المريض.
وثمّن رئيس الجمعية السعودية لأمراض وجراحة اللثة وزراعة الأسنان الدكتور عبدالله عوض العمري، الرعاية الكريمة والدعم اللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطويرها، مؤكدًا أن هذه الرعاية تعكس اهتمام سموه بتعزيز الحراك العلمي والطبي في المنطقة. كما أعرب عن شكره لجامعة الملك خالد وعلى رأسها معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، ولعميد كلية طب الأسنان، الأستاذ الدكتور محمد بن علي القرني، على دعمهم الكبير لهذا المنتدى، مثمنًا جهود منسوبي الجامعة ولجان التنظيم الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث العلمي المتميز.
من جهته، أوضح عميد كلية طب الأسنان بجامعة الملك خالد، الأستاذ الدكتور محمد بن علي القرني، أنه في ختام أعمال المنتدى، ناقش المشاركون أبرز ما خرجت به الجلسات من رؤى علمية وتطبيقية، حيث أكدوا على أهمية اعتماد التشخيص الرقمي والتخطيط ثلاثي الأبعاد كمعيار أساسي في الممارسة الإكلينيكية، والتوسع في استخدام الأدلة الجراحية المطبوعة ثلاثياً والتعويضات الرقمية (CAD/CAM)، مع وضع معايير دقيقة لاختيار المرضى في الحلول المخصصة للحالات المعقدة.
وأضاف الدكتور القرني، أن المشاركين شدّدوا على ضرورة دعم الابتكارات الرقمية في مجال التطعيم العظمي لتقليل المضاعفات ورفع نسب النجاح، وإطلاق برامج تدريبية وورش عمل متقدمة لتأهيل الكوادر الطبية، إضافةً إلى تعزيز برامج التوعية الموجهة للمرضى حول فوائد العلاجات الرقمية ومخاطرها.
وشهدت الجلسات العلمية في اليوم الأول محاضرات متخصصة ناقشت أحدث التطورات في مجال زراعة الأسنان الرقمية، حيث قدّم الدكتور إياد غنيم حلولًا متخصصة لمرضى الضمور الشديد للفك العلوي باستخدام الزرعات فوق العظم، مبرزًا تحديات مثل انكشاف الدعائم القاعدية، ومؤكدًا أن هذا التوجه يمثل خيارًا واعدًا رغم عدم القدرة على التنبؤ التام بنتائجه. ثم استعرض البروفيسور هاني تومي آليات الزرعات الرقمية الموجهة عبر ثلاث مراحل: جمع وتحليل المعلومات، والتحويل إلى نتائج رقمية، ثم طباعة الموجّه الجراحي، مقدمًا نماذج تطبيقية لحالات سريرية.
وتناول الدكتور عبدالله مشني القيمة الأساسية لتطبيق طب الأسنان الرقمي في الممارسة الإكلينيكية، مؤكدًا أنه أصبح ركيزة لا غنى عنها في التشخيص والعلاج. كما ألقى البروفيسور نبيه القحطاني محاضرة عن دور التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد في التشخيص والتخطيط العلاجي، مشددًا على أهمية التعاون بين التخصصات الطبية لضمان نجاح العلاج.
وتحدّث الدكتور عدنان بازارباشي عن الاعتبارات التعويضية في التخطيط، مبرزًا أن أي انحراف بسيط في مواضع الزرعات قد يقود إلى نتائج غير مرضية، مستعرضًا دور الطباعة ثلاثية الأبعاد في تعزيز دقة التركيبات. بينما أوضح الدكتور محمد القرزعي أن نجاح الزراعة الكاملة مع التركيب الفوري يتطلب تخطيطًا رقميًا دقيقًا لتقليل وقت الجراحة وتجنب المناطق الحساسة، في حين اختتم البروفيسور روساريو بريسكو اليوم الأول بعرض شامل عن التعويضات السنية المدعومة بالزرعات، مؤكدًا دور أنظمة التصميم والتصنيع بمساعدة الحاسوب في إنتاج تعويضات مستقرة ودقيقة.
وفي اليوم الثاني، تناول الدكتور حسام دوا أهمية تصميم ملامح الزرعة للحفاظ على الأنسجة وضمان نتائج طبيعية طويلة الأمد، فيما عرض الدكتور إيون كوجوكارو سير العمل الرقمي الكامل لإعادة تأهيل الفكين بالكامل، موضحًا كيف يسهم الدمج الرقمي في تقليل وقت الجراحة ورفع مستوى الأمان. وقدّم الدكتور إيريك مراجعة تاريخية لتقنية استخدام الأسنان الذاتية كخيار علاجي، مبينًا كيف رفعت الرقمنة نسب النجاح مقارنة بالطرق التقليدية.
أما الدكتورة إيوانا داتكو فتناولت الزرع الموجّه الكامل مع التركيبات الفورية، مؤكدة أن هذا التوجه يقلل الحاجة إلى التركيبات المؤقتة ويزيد راحة المريض. وتطرّق الدكتور أليساندرو كوتشي إلى الابتكارات الرقمية في التطعيم العظمي، مبرزًا دورها في تحسين دقة الإجراءات وتقليل المضاعفات، فيما اختُتم البرنامج العلمي بمحاضرة للدكتور ناصر العسيري الذي عرض دور الزرعات المخصصة في جراحة الوجه والفكين، موضحًا أن التخطيط الافتراضي والطباعة ثلاثية الأبعاد تسهم في تقليل زمن العمليات وتحقيق نتائج أكثر دقة.